السبت، 20 أبريل 2013

الجانب الإعتزالي عند الجاحظ * شذرات

-

في يوما ما كان هرمون الفضول حاضر ، قصدت مكتبة الجامعة .. بحث عشوائي عن أي كتاب يستحق القراءة و اشباع الفضول ، بعد عمليات البحث التي سبقتها مفردات تنبثق في ذات الثانية تلقائيا ادونها في مربع البحث الالكتروني ، وصلت لمفردة " الجاحظ" .. الإنسان المميز الفريد من نوعه المجهول بالنسبة لي..
وجدت عدد من الكتب ، كان أشدها جاذبية بعنوان "الجانب الإعتزالي عند الجاحظ"
شدني أكثر لفظ ( الإعتزالي) الفرقة التي كانت قد تبنت عدد من القواعد التي سارت عليها و قد تشوبها على كلا الجانبين الغرابة و التميز .
لكن وجدت الكتاب يسهب في أغلب فصوله قصة الجاحظ منهجيته الفكرية و أفكاره و آخر فصل في الكتاب كان هو مضمون العنوان ، لكن وجدتني أشبعت فضولي و انخفض الهرمون و ارجعت الكتاب بعد ما استعرته مدة 3 اسابيع كانت ممتعة !
* الكتاب من تأليف بلقاسم غالي ، لا يوجد له نسخة الكترونية .. لكن سأحاول توفيرها لان الكتاب من وجهة نظري قيّم !
*( الجاحظ كنيته أبو عثمان )
- و هذه بعض الاقتباسات المختارة من تفسيرات بلقاسم غالي لبعض أراء الجاحظ و اقتباسات للجاحظ نفسه
 حيال قرائتي للكتاب و أظن أنها تحوي من الفائدة الكثير :

ص156 : و إنما دعا أبو عثمان إلى تعلم الشك لانه يوصل إلى برد اليقين إذا لو لم يكن الشك لم يحصل اليقين .
وهو أول مرحلة ينبغي أن يبدأ بها طالب المعرفة ، يقول الجاحظ موضحاً هذا الغرض :
:( وبعد هذا فاعرف مواضع الشك و حالاتها الموجبة له، لتعرف بها مواضع اليقين و الحالات الموجبه له ، و تعلم الشك في المشكوك
فيه تعلماً ، فلو لم يكن ذلك إلا تعرف التوقف ثم التثبت لقد كان ذلك مما يحتاج إليه.
ثم أعلم أن الشك في طبقات عند جميعهم ولم يجمعوا على أن اليقين طبقات في القوة و الضعف)

ص157: و العوام أقل شكوكاً من الخواص لأنهم لا يتوقفون عند التصديق ولا يرتابون بأنفسهم فليس عندهم إلا الإقدام
على التصديق المجرد أو على التكذيب المجرد.
- وهكذا فرق الجاحظ بين الخواص و العوام ، فالخواص من العلماء يتوقفون عن تصديق ما يقال شاكين في حتى يتسنى لهم أن يعرفوا الصواب و أن يوقنوا به ، و أما العامة فيقبلون على التصديق أو التكذيب .
- لعل البعد المعرفي يلعب دوراً مهماً في تكييف عقلية الإنسان و يجعل له موقفاً من كل ما يروي فهو لا يقبل الأحداث أو 
الروايات دون أن ينقدها و يتسأل عنها أو يعلق عليها سلباً أو إيجاباً . و ما قيمة المعرفة أو الثقافة ـن لم يظهر في سلوك
و تجعل لنا موقفاً من كل ما يقال أو يقال على مسرح الحياة ؟
- و الشك في نظر الجاحظ شرط من شروط اكتساب المعرفة اليقينية ، فهو لا يشك في الأمور من أجل الشك وحده و إنما يشك بغية أن يصل إلى اليقين، و تعوّد الشك الذي يأتي على كل شئ ضرب من الوسوسة ، و مرض نفسي ، يقول الجاحظ موضحاً 
ذلك : ( اعلم أن من عوّد قلبه الشك اعتراه الضعف )

ص160 : مسيرة العقل في البحث عن الحقيقة تمر بالشك ثم التوقف ثم التثبت لتصل بعد ذلك إلى اليقين.
- لم تكن نزعة الشك في المعرفة لدى المعتزلة فحسب بل ظهرت عند أهل السنة كالحارث و الغزالي و الحسن ابن الهيثم.

ص161 : أن ظريقة الشك و إن كانت يونانية المنبت إلا أنه لها جذورا في الفكر الإسلامي بدءاً بالعلاف و النظام و مروراً بالجاحظ و انتهاءً بالغزالي .

- ان الإنسان لا يعلم حتى يكثر سماعه ، و كثرة الأخبار كما يقول الجاحظ : مشحذة للأذهات ، مادة للقلوب، سبب للتفكير ، و علة للبحث و طلب المزيد من المعرفة ، و أكثر الناس سماعاً أكثرهم خواطر ، و أكثرهم تفكراُ و أرجحهم عملاً .
- إن السبل الموصلة إلى العلم بحقائق الأشياء هي العيان (الحواس) و الأخبار ( السماع ) و النظر ( العقل).

- منهج نقدي ص178 : من امتاز بعقل نافذ و بصيرة متقدة كان ناقداً لشؤون عصره ، لا يقبل عقله الأوهام و يرفض الخرافات و الأساطير ذلك هو منهج الجاحظ و رائده و شعاره فهو ينتقد شيوخه من المعتزلة و يخالف أستاذه الحبيب إلى نفسه (النظام) و يسخر من العلاف و ينتقد ارسطو و يصوب رأي جالينوس و ابقراط.
- و يتهم من بعض الأمثال ، و يخالف الحكم و يرفضها ، ولا يكتفي الجاحظ بعرض ارائه ، و إنما ينتقد المذاهب الفكرية الأخرى
فهو ينتقد مبادئ الشريعة ، كما يهاجم المشبهة و ناقض الخوارج و دحض حجج النصارى و نقض افتراءاتهم ( رسائل الجاحظ ( كما حمل على الدهرية و رفض مبادئها .

هناك 3 تعليقات:

  1. اسمــــــــــــاء
    سعيك الدائب مشكور ومحمود لاختيارك بعض الاقتباسات الممتازى للجاحظ
    ان نسيت لا انسى للجاحظ مدونته عن البخلاء
    وكيف نبخل عن قراءة ما كتب
    الشكر لا يكفى عن هذا الرصد الراقى
    الفاروق

    ردحذف
  2. اشكرك جزيل الشكر اخي الفاروق على التكرم بقراءة ما اقتبست و تواجدك في مدونتي وعلى دعمك المتواصل
    شكرا ..

    ردحذف
  3. شكرا على مجهودك

    ردحذف

اتمنى أن ما كُتب أعلاه نال على استحسانك ، سعيدة بتواجدك :)