الأربعاء، 4 يونيو 2014

نصف خطوة تحرك عالم بأسره !




قد يحدث ان كثيراً من البشرية لم تحس بتلك الرغبة الجامحة نحو تحقيق هدفها ، ذلك الاحساس الذي يوازي حرارة اشتعال النار وهي تلتهم ما أمامها..لكن المسلك الذي يوصل لذلك.. شائك ، ملئ بالغيبيات التي من الممكن لدرجة ما ان توقفك عن السير بل و لربما تعيدك لنقطة ما قبل البداية.
من المحرج ان تذكر عقبات قد تواجهك و تستمع لقصص كفاح واجهت عقبات تستحق ان تردفها بعد هذا المسمى (عقبات او حواجز) لأنها ببساطة لا تقبل المقارنة ، فانت تواجه عائلتك ، غيرك يواجه مجتمع ، و لربما على نطاق اوسع يواجه أمة بكاملها ، فقط لينتصر لفكرته أو مبدأه .
السعي نحو تحقيق الذات و غرس بذرة الحلم لتنمو ، يستدعي ان تدفع ثمن ذلك منك ، نفسك و وقتك و صحتك ...
اذهلني مبلغ ما وصلت اليه هذه السيدة إثر جلوسها على مقعد متاح في حافلة تقع ضمن ما يسمى بحدود التمييز العنصري اذ لا يسمح لسود بالجلوس على اي مقعد حتى و ان كان فارغ لانه ببساطة ليس لهم الحق في ذلك !
بفعله البسيط هذا في انتهاك قانون لربما يمكن التغاضي عنه يكون قد شكل بداية لتمادي في نظر العنصريين و تحويله لثغرة يمكن من خلالها ان تودي بالامر الى مساواة مريعة بين السود و البيض ، و بقية القصة [ روزا باركس ]
لربما بل من المؤكد ان تحرك بسيط عن نقطة الثبات التي غالبيتنا كشعوب عربية قد يقفز بنا لعالم اخر نحن في هذه اللحظة نتمناه ، لكننا في الحقيقة لا نريده ؛ لاننا ببساطة لا نستطيع تحقيقه "كما نعتقد و نؤمن".
العالم مليئ بقصص الانتفاضات و الثورات و لكن جميعنا نحتاج لمثل روزا باركس ليحيي بنا الشجاعة ، لتقدم ولو نصف خطوة ، حتى و ان تلاها خطوتان للخلف !.
الخوف الذي يملئنا ماهو الا وساوس اعداءنا التي يضخونها فينا ليل نهار ، في صحوتنا و نومنا ، في ، في حلنا و ترحالنا .. تلقيمنا لقمة الخضوع و الرضى بالحال غاية محققة لكنها عند قرب تزعزعها في الربيع العربي اصبحت هدف اكثر عنفاً : نفسياً و جسدياً ، التركيز على نقطة القمع المضلل ان لم تفدهم كذبة التعليم و الدين المسيسّ ، هي ما نعانيه الآن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتمنى أن ما كُتب أعلاه نال على استحسانك ، سعيدة بتواجدك :)